أُطلقت مناشدات في آخر معاقل الثوار شمال غرب سوريا للدفع بمزيد من المساعدات الإغاثية للمدنيين، وهو ما تناولته صحيفة أسوشيتد برس الأمريكية اليوم الإثنين، في تقرير ترجمه المركز الصحفي السوري.
517 ألف سوري حرموا من أبسط الحقوق حتى بداية 2011 ، بعضهم لا يستطيع دخول المشفى أو حتى النوم بفندق!!
فاطمة العمر، البالغة من العمر 19 عاماً، في حيرة من أمرها، بعد أن خسرت خلال العام الفائت وحده، منزلها جرّاء المعارك في آخر جيوب الثوار في سوريا، فيما تم تشخيص إصابة والدتها بالسرطان. وقد أصبحت المعيل الوحيد لوالدتها وأشقائها الثلاثة وجدتها، فيما تنقلوا بين المخيمات ومراكز الإيواء.
وضرب فيروس كورونا المنطقة في تلك الفترة، ما فاقم الظروف شمال غرب سوريا، بالتزامن مع معركة جديدة شردت مليون شخص، ضمن أكبر موجة نزوح شهدتها البلاد خلال عشر سنوات من الصراع.
وفي أواخر عام 2020, التقطت فاطمة العدوى بالفيروس، ما كلفها آخر عمل لها وهو جني الزيتون. ولم تتمكن من حينها من إيجاد عمل وهي الآن تواجه خطر الإخلاء.
وعلى الرغم من الوضع الإنساني المتفاقم عبر البلاد التي دمرتها الحرب، فقد أصبح جمع المال من المانحين العالميين لمساعدة الناس أمثال فاطمة، أصعب كل عام.
والجهات المقدمة للمعونات تستعد لنقص كبير قبيل مؤتمر المانحين الذي يبدأ الإثنين في بروكسل، في استضافة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وكانت التبرعات تتقلص قبيل جائحة فيروس كورونا، وذلك أساساً بسبب فتور همة الجهات المانحة. ويخشى المسؤولون أنه في ظل التراجع الاقتصادي العالمي جرّاء الجائحة، فالإغاثة الدولية لسوريا على وشك تلقي صفعةٍ جديدةٍ في وقت عندما تشتد الحاجة لها.
تزامنت الجائحة مع أسوء الأزمات الاقتصادية منذ اندلاع الصراع عام 2011. وقد تهاوت العملة المحلية فيما تضاعفت أسعار المواد الغذائية بنسبة 222٪ منذ السنة الماضية. و9 من أصل 10 أشخاصٍ يعيشون تحت خط الفقر في شمال غرب سوريا، إذ أن نحو ثلاثة أرباع من أصل مجموع السكان الذي يبلغ 4.3 مليون يواجهون انعدام الأمن الغذائي.
13.4 مليون شخص في سوريا، أي أن أكثر من نصف التعداد السكاني للبلاد قبيل الحرب، بحاجة المساعدات، بحسب الأمم المتحدة، وهو زيادة ب 20٪ عن العام المنصرم.
تطمح الأمم المتحدة وهيئات إغاثة أخرى لجمع 4 مليارات دولار للإغاثة في سوريا في مؤتمر السنة الجارية. في حين أن 5.8 مليار دولار مطلوبة لإغاثة نحو 6 ملايين لاجئ سوري ممن فروا من بلادهم.
وقد تقلصت التبرعات على مدى السنوات، فالمناشدة الإنسانية لعام 2020 كانت 45٪ أقل من هدفها 3.82 مليار دولار، وهو انخفاض ب 14٪ عن العام السابق.
ترجمة صباح نجم
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع