ضعفٌ في القوة الشرائية تشهده مناطق الشمال السوري اليوم الثلاثاء 9 شباط/فبراير، بعد ارتفاعٍ ملحوظٍ في أسعار البضائع مرتبطاً بانخفاض قيمة الليرة السورية.
هل كان تدمير #مخيم_اليرموك ( #فلسطين ) مقصودا لتغيير هويته؟
مع ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية، ترتفع أسعار البضائع مما يرهق كاهل المواطن بشكلٍ كبيرٍ، فقد سجل الدولار اليوم في أسواق مدينة اعزاز شمال حلب 3 آلاف و 200 ليرة سورية للدولار الواحد، في حين بلغت قيمة الليرة التركية 450 ليرة سورية لليرة التركية الواحدة.
ومع هذا الارتفاع، تشهد أسواق مدينة اعزاز بشكلٍ خاصٍ ومدن شمال حلب بشكلٍ عام، ركوداً في الزبائن والمبيعات، إذ تقتصر عمليات البيع على المواد الأساسية من الطعام، كالخبز وكمية من الخضار بعد ارتفاع أسعارها بشكل ملحوظٍ.
في ذات السياق، يشتكي أبو محمد من غلاء المعيشة وقلة فرص العمل قائلاً أن عمله لا يكفي ثمن الخبز لأولاده فقط، وأن الكثير من أمثاله يركضون ليل نهار ليحصلوا على لقمة العيش.
“أخرج منذ الصباح، لأعمل في البناء أنقل الطين في ورشة بناءٍ، لا أتقاضى أكثر مما يتطلب المنزل، فعند الصباح أحضر الخبز والخضار واللبن للأولاد، يكلفني ذلك 8 آلاف يومياً”
يختصر أبو محمد حجم المعاناة، فالواقع بات حال غالبية السكان في المناطق الشمالية، إذ مازال السكان هناك يعملون بالليرة السورية التي تفقد قيمتها باستمرارٍ، مما يرهق كاهل المواطن ويقضّ مضجعه.
أما في محافظة إدلب، فالحال ليس بأفضل مما هو عليه في ريف حلب، فالتعامل بالليرة التركية زاد الطين بلةً، ففرق العملات وقلة فرص العمل زادت الضغط على الأهالي، وتركتهم محتارين أمام 3 عملاتٍ عليهم التعامل بها، وهي الدولار والليرة السورية والتركية.
يحكي أحمد عن أوضاع المعيشة في إدلب، “كثافة السكان تقلل فرص العمل، وإن وجدت فرص العمل فالأجور لاتكفينا لقوت يومنا، نتعامل بالليرة التركية، قلة فئات الليرة تجبرنا على خسارة الكثير، فمثلا أشتري من البقال ولا يعيد لي غالباً باقي النقود إن كانت دون الليرتين، بحجة عدم تواجد فئات قليلة اضطر لشراء أشياء لا أريدها”
لا فرص عملٍ ولا أجور مناسبةٍ، مئات الآلاف في مخيمات اللجوء يعيشون حالةً إنسانيةً صعبةً، فغالبية موظفي المناطق الشمالية يتقاضون رواتباً لا تتجاوز المئة دولار إن وجد ذلك العمل، ينتظرون سلةً إغاثية تكفيهم لبضعة.
بات الناس يحتارون في أمرهم، منهم من يعمل أكثر من عملٍ حتى يؤمن احتياجات عائلته، والآخر يضطر لعملٍ شاقٍ وخطرٍ ليؤمن لعائلته حياةً كريمةً، والآخر لا معيل له ولا سند إلا الله.
واليوم مع ارتفاع أسعار البضائع، بات الناس في حيرة من أمرهم، ولسان حالهم يقول “هجرنا من منازلنا وتحملنا قصف الطائرات، لكن قوت أطفالنا وجوعهم أصعب من أن يحتمل”.
إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع