تخضع أسعار ثمرة الجارنك المتواجدة بكثرة في مناطق ريف إدلب لتحكم حواجز النظام التي تقبع في حماة على الطريق الرئيسي لتصدير هذه الثمرة لخارج سوريا.
ثمرة الجارنك الفاكهة الربيعية في مناطق الريف في محافظة إدلب، تشهد انخفاضا كبيرا بأسعارها مقارنة مع أسعارها في السنوات السابقة، وذلك بسبب تحكم النظام والميليشيات التابعة له بالطرق التي تمر منها شاحنات التصدير التي تحمل هذه الثمرة، حيث لا يوجد لهذه الشاحنات طريق ﻹيصال هذه الثمرة لخارج البلاد سوى الطريق المار من حماة وصولا للحدود اللبنانية المركز الرئيسي لتصديرها لدول العالم، واستغل النظام هذه النقطة لفرض غرامات مالية كبيرة على السائقين، مقابل السماح لهم بإدخال حمولاتهم لمناطق سيطرة النظام ومن ثم للأراضي اللبنانية.
قال “ياسر الدبل” أحد المزارعين الذين يملكون أراضي تنتج ثمرة الجارنك في مدينة دركوش غربي محافظة إدلب “إن المواسم لم تعد ترد علينا ما كانت ترده في الأعوام السابقة من أموال، لقد أثرت الضرائب التي تأخذها حواجز النظام من شاحنات التصدير، حيث كان سعر الكيلوغرام في الأعوام الماضية يصل لحوالي1500ليرة سورية لأفضل نوع من الثمرة بينما الآن لا يتجاوز سعره 200ليرة”.
وأضاف “الدبل” مشيرا لارتفاع أسعار المصاريف المترتبة على المزارع لقاء جني المحصول قائلا ” إن الأموال التي تحتاجها لجني 20شجرة جارنك ما بين ثمن كرتون للثمار وأجر عمال لقطافها ومصروف وسيلة نقل الإنتاج للسوق، أكبر بكثير من الأموال التي ستعود عليك من ثمن المحصول، اي أنك ستخسر أموالك وجهدك ووقتك دون منفعة”.
وقال أحد السائقين الذين يشحنون الثمار إلى لبنان لتصديرها “حواجز النظام المتواجدة على طريقنا تأخذ على كل 1طن من حمولتنا ما يقارب 300 ألف ليرة سورية وذلك المبلغ يتوزع حسب الجهة المسيطرة على الحاجز وقوتها” مشيرا إلى أن ضرائب هذه الحواجز تؤثر على ما يتقاضونه مقابل عملهم أيضا حيث ينخفض بشكل كبير كما يحصل مع المزارعين.
في سياق الموضوع قال أحد تجار “سوق الهال” أحد الأسواق التي تباع فيها ثمرة الجارنك في ريف إدلب “إننا نعمل جاهدين لرفع الأسعار على التجار الذين يشترون الجارنك لكن جميع التجار يشترون الكيلوغرام من الجارنك بعد أن يخصموا ما يقارب 300ليرة سورية من ثمة من أجل دفعها للحواجز اي أنه 1كغ من الجارنك الذي يجب أن نبيعه ب500ليرة يعود ثمنه ل200 في هذا الحال وهذا ما سبب معاناة لنا وللمزارعين بسبب هذا الانخفاض الكبير بالأسعار”، حيث يعود الضرر الحاصل من انخفاض الأسعار على التجار المحليين الذين يعملون بنظام البيع بالأمانة فهؤلاء التجار تأتيهم الثمار من المزارعين إلى الأسواق الكبرى وهم يبيعونها للتجار القادمين من خارج المنطقة، ويكون ربحهم منها بنسبة9% من ثمن المبيعات أي أنه كل ما انخفض سعر المبيعات انخفضت الأموال العائدة عليهم من هذه النسبة التي تتدخل تحتها مصاريف العمال وأجار الدكاكين التي تخزن بها الثمار، وبذلك يكون قد تضرر كل هؤلاء الأشخاص من مزارعين وعمال وتجار وسائقين من أفعال حواجز النظام المتحكمة بالطرق التجارية، وليس هذا فحسب بل يمتد الضرر على الحالة الاقتصادية بشكل عام حيث تنخفض حركة تداول الأموال داخل السوق العامة مما سيؤثر على أصحاب المحال التجارية بمختلف أنواعها.
تعد مناطق ريف إدلب الغربي والشرقي أكبر المناطق المنتجة لثمرة الجارنك وتتركز هذه الثمرة بكثافة في مدن الجانودية ودركوش والقرى المجاورة لها في ريف جسر الشغور وفي مدينة حارم والمدن التابعة لها ويعد موسم الجارنك موسم رئيسي في محافظة إدلب في كل العام إضافة لموسم الرمان في نهاية فصل الصيف، والذي يعتمد المزارعين عليهما بشكل كبير لتأمين الأموال التي يحتاجونها للعيش في ظل الوضع الاقتصادي السيء وقلة فرص العمل بسبب الحرب.
المركز الصحفي السوري _ مصطفى قريش