في ظل القصف الروسي والتحالف الدولي المكثف على مدينة الرقة وريفها، وبحجة ضرب مواقع تنظيم الدولة الإسلامية، “هذا غير التضييق الذي فرضه تنظيم الدولة على الأفراد داخلها” على حد زعمهم، ترك أكثر الأطباء والمسعفين سكنهم فيها، وافتقرت النقاط الطبية للمعدات الحديثة مع الكوادر الطبية، ونقص وفقدان في الأدوية المعالجة للأمراض الحادة، إضافة لاتجاه النازحين إليها من ريف حلب الشرقي والشمالي وغيرها من المناطق القريبة منها، ازداد عدد السكان وانتشرت الأمراض والأوبئة العديدة، دون علاج لها أو.إيجاد حل يخلص السكان منها.
في السابق كما ذكرت الجزيرة في تقرير لها نهاية العام الماضي، فإن التنظيم أغلق كل المراكز الطبية في المحافظة التي كانت تشرف عليها منظمات عربية ودولية، ومنها مركز الهلال الأحمر القطري، والمركز الألماني، و”اللشمانيا”، و”العيادة السكرية” بذريعة “تلقيها تمويلاً من جهات كافرة ولها غايات تجسسية”، وفق “الديوان الصحي” التابع للتنظيم.
إلا أنها أعادت فتح العيادات التخصصية الشاملة في مدينة الرقة بعد عامين من سيطرتهم عليها وإغلاقها، لكن وجودها لا يفي بالغرض، مقابل انتشار أوبئة مزمنة، منها “داء السحايا” الذي يصيب الأطفال أكثر من غيرهم، حيث سجلت 90 حالة ظهرت عليها أعراضه كالحرارة المرتفعة والصداع المفاجئ، “وداء السل” المنتقل لسكان الرقة عبر النازحين إليها من مناطق معينة، فهم يشكلون 35% من المصابين به، تباعاً بانتشار كبير للاشمانيا الذي تسببه لسعة حشرة، فقد بلغ عدد المصابين خلال عام واحد 5 آلاف في ريف الرقة خاصة منطقة سلوك شمالاً، عدا تسجيل 40 حالة من “انفلونزا الخنازير”، معظمها في المناطق الغربية والشمالية، وفق ما أوردت صفحة ” الرقة تذبح بصمت “.
بالإضافة لتفشي مرض “التلاسيميا”، المعروف بفقر دم البحر الأبيض المتوسط، مرض وراثي يصيب الأطفال وسببه وراثي، وهو قابل للعلاج لكن إهماله من الممكن أن يسبب الموت، لذلك بعد أن واجه ” مركز معالجة التلاسيميا في الرقة ” الرئيسي في المنطقة الشرقية صعوبات جمة، تأزمت في عام 2014، فوصل عدد الأطفال المتوفين بفعله 42 موثقين بالأسماء، كما أكد ناشطون لموقع ” الأخبار تُجدد “.
يحاول السكان جاهدين، الوقاية أو العلاج من تلك الأمراض الخطيرة، لكن ليس باليد حيلة فالوضع المعيشي والماديات ضعيفة، والطريق إلى مناطق سيطرة النظام مغلق، إذا ما أرادوا الذهاب إليها، فضلاً عن منع عناصر تنظيم الدولة خروج أفراد الرقة منها.
تدهور الوضع الصحي في الرقة، هو أحد المآساة التي يعيشها السوريون، بمدن كثيرة على تراب سوريا عامة، من غير أي محاولة جادة تذكر للتخفيف من حدة تلك المعاناة.
محار الحسن
المركز الصحفي السوري