مصطفى بدر الدين القائد العسكري الأبرز لحزب الله ليس القتيل الأول على أرض الشام ولن يكون الأخير فقد سبقه من حزبه المئات من الجنود والعشرات من القادة ممن كشف الحزب عن مصيرهم في حين لم يكشف عن مصير آخرين .
فقد سبق بدر الدين ممن قتلوا على أرض الشام كل من القادة علي فياض وسمير القنطار وحسن الحاج وحسن جفال وعلي العليان وتوفيق النجار وجهاد مغنية وغيرهم.
فيما كانت أصابع الحزب تشير بالاتهام في كل مرة باتجاه يخدم سياسته وأجندته الإعلامية بغض النظر عن الجهة الفاعلة.
ولكن الحقيقة التي لايمكن لحزب الله أن يخفيها طويلا عن أنصاره ومؤيديه أن الدخول إلى سوريا لن يكون كالخروج منها وأن الحزب غاصت قدماه في أوحال التراب السوري وهو في طريقه ليغوص بكامله، فطبيعة الحال وضمن السياق الطبيعي للأحداث يمضي نحو نهايته الحتمية.
و من الواضح أن الحزب أصبح بين فكي كماشة، فالحاضنة الشعبية التي بدأت تتململ وتصرخ كثيرا لحجم الفاتورة العالية التي تدفعها في خسارة أبنائها من جهة وانكشاف الذرائع الكاذبة التي ساقها لهم الحزب لسوق أبناءهم إلى سوريا والتي لم تعد تقنع الكثير منهم .
وانسداد الأفق أمام أي حل ينهي وصول أبنائهم بالتوابيت ،بغض النظر عن النصر الموهوم الذي وعدهم به الحزب، وحلموا به طويلا والذي لم يعد بواردهم إطلاقا، فغاية مايتمنونه هو وضع حد لذهاب أبنائهم إلى سوريا وملاقاة مصيرهم المحتوم.
وبين ولائه لملالي طهران وسيره في مشروع ولاية الفقيه الذي ليس له حدود وإملاءت ملالية على قادته الذين هم صنيعة الملالي وأداة طيعة لاتملك القدرة على الرفض أوالتمرد على سادتها وداعميها.
وبدورها طهران والتي لم تكن أوفر حظا من حليفها بعدد القتلى من الجنود والقادة في خسائرها بل زادت على الحزب باستنزاف الخزينة المالية المنهكة أصلا بالحرب السورية، وهذا ماكان له انعكاسا كبيرا على الشعب الايراني والذي بدأ الكثير من شبابه بالاحتحاج والنقد بطرق ووسائل عديدة بتنا نسمع عنها كل يوم وهي في طريقها إلى التمرد والانفجار.
فمئات الجنود والقادة يرجعون محملين بالتوابيت بشكل شبه يومي من سوريا إلى طهران ومنهم قادة كبار نذكر منهم على سببل المثال لا الحصر محمد علي دادي، وعباس عبد الاهي، ومحمد أردكاني، وكريم غوابش، وحسن همداني، وفرشاد زاده،ومسلم خيزاب وغيرهم الكثير أيضا .
علي كيالي قائد مايسمى بالمقاومة الشعبية لتحرير لواء اسكندرون التركي الأصل لحق أيضا بقائمة الذين تم ترحيلهم في سوريا بالإضافة إلى الآلاف من المرتزقة العراقيين والأفغان الذين لقوا حتفهم في سوريا .
فيما عدد الجنود والقادة والضباط والسياسين السوريين الموالين لنظام البعث الذين قضوا بسبب الأزمة لايمكن عدهم وحصرهم فابتداء بخلية الأزمة مرورا برستم غزالة وصولا إلى العمداء والألوية إلى الآلاف المؤلفة من الجنود والشبيحة ،الذين يتساقطون يوميا دفاعا عن مشروع إيران وبشار الأسد مازال مستمرا.
ولعل الحليف الروسي لهؤلاء هو المستفيد الأكبر حتى الآن مما يحدث في سوريا، وهو بدوره أيضا لم يكن في منأى عن الخسائر البشرية التي مني بها حلفاؤه، فقد خسر هو أيضا العديد من جنوده وقادته ولعل القائد العسكري الروسي الأبرز الذي قتل في سوريا الجنرال كوجييف لم يكن الجنرال الأول لروسيا الذي تم الإفصاح عنه ولن يكون الأخير أيضا اذا مااستمرت هذه الحرب.
لتبقى الأرض السورية لعنة على كل من وطأت قداماه ترابها وكانت غايته كسر إرادة هذا الشعب وإعادته للخنوع والعبودية من جديد.
وضاح حاج يوسف– المركز الصحفي السوري