تحدّث الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” خلال افتتاح قمة “الطاقة والاقتصاد” التي نظمها المجلس الأطلسي، وتطرّق خلال حديثه إلى الشان السوري وحجم المبالغ التي تكلفت بها الحكومة التركية حتى الآن جراء تأزم الأوضاع الإنسانية في سوريا، وإلى غيرها من المواضيع المهمة المتعلقة بالحرب في سوريا وتأثيراتها على دول المنطقة.
أشار “أردوغان” في حديثه إلى حجم المأساة التي يعانيها الشعب السوري قائلا: بلغ عدد الذين سقطوا قتلى جرّاء قصف النظام لهم بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية 380 ألف سوري، هؤلاء ليسوا مجرّد أرقام، إنما هم أرواح، إن ما يقوم به الأسد هو إرهاب دولة، وكل من يسانده شريك في هذا الإرهاب الموجّه ضد الشعب، ليس من المقبول أن نتحدث بعد كل هذه السنوات عن مشروعية بقائه من عدمها.
وكذلك تطرّق إلى حجم المبالغ التي تكلفت بها الحكومة التركية على خلفية استقبالها الفارّين من الحرب الوحشية في بلادهم، قائلا: لقد وصل مقدار ما أنفقناه على المتواجدين في المخيمات والذين يصل عددهم إلى 280 ألف لاجئ، 8.5 مليار دولار، لم نتلق أية مساعدات من أية دولة أجنبية للإنفاق عليهم، فقد قمنا بمساندة الشعب الأعزل بمفردنا، وحاولنا أن نكون خير سند لهم، وأما باقي اللاجئين فقد انتشروا في مناطق مختلفة من تركيا، بحثا عن سبل العمل.
وفي السياق نفسه تابع قائلا: على الرغم من أن تركيا تواجه الإرهاب منذ 35 عاما، إلا أنها لم تردّ هؤلاء الذين طرقوا بابهان لتتركهم وقدرهم، كما فعل العديد من الدول الأوربية، الذين أداروا ظهورهم لهؤلاء الفارين من الحرب والوضع المأساوي في بلادهم، إن هذه الدول لم تكتفي بهذا فقط بل ساهمت إلى حدّ كبير بتعقّد الأزمة السورية بدلا من حلها.
وأوضح “أردوغان” طبيعة العلاقة التي تجمع الأسد ب”داعش” وباقي التنظيمات الإرهابية، واصفا إياها بعلاقة تعاون مشترك، وفي هذا السياق قال: إن التنظيمات الإرهابية بمختلف مشاربها بشكل أو بآخر تخدم نظام الأسد، وتنظيم داعش يلقى دعما كبيرا من الأسد، ولا يخفى على أحد أن الأخير يقوم بشراء البترول من التنظيم ويحوله إلى عملة، كي نغفل عن هذه الحقائق يجب أن نكون معمي الأبصار.
وختم حديثه في هذا السياق بقوله: أدعو قادة العالم كلهم إلى الحكمة والمنطق إزاء القضية السورية.
المصدر: ترك برس