شنّ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، هجوماً حاداً على رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، وعلى الولايات المتحدة الأميركية لعدم تسليمها الداعية فتح الله غولن، زعيم حركة الخدمة المتهمة بإدارة المحاولة الانقلابية الفاشلة عام 2015، وذلك قبل ساعات من زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى أنقرة اليوم الخميس.
وفي كلمة ألقاها في احتفال تخريج دفعة جديدة من أكاديمية الشرطة، اليوم، قال أردوغان: “لقد هرب الانقلابيون إلى بنسلفانيا (مكان إقامة غولن) ويقولون إنهم يديرون 160 بلداً من هناك، دون أن ينبس أحد في الولايات المتحدة ببنت شفة. يحاول أحدهم أن يديرنا ويعملون على تقسيمنا. إن هذه الأمة لن يتم تقسيمها”.
وفي ما يخص إقامة إقليم كردستان استفتاء الانفصال، قال أردوغان: “إن ما يحدث في شمال العراق أمر مؤسف، ولكنه ليس بالأمر الذي لا يمكن التغلب عليه. لقد بدأت إدارة شمال العراق مبادرة للانفصال دون أي معنى، كمن يريد أن يلقي بنفسه وسط النار”، مضيفا: “إدارة الدولة لا يمكن أن تتم عبر رئيس عشيرة”.
وتابع أردوغان: “هذه المغامرة التي أصروا عليها لا يمكن أن تنتهي إلا بالخسارة. اليوم قرأت في إحدى الصحف أن أحد مسؤولي إقليم شمال العراق يقول إنه لا علم لهم بوجود علم إسرائيل. في الماضي كانوا في حالة تعاون مع الموساد، والآن عاد وتضاعف هذا التعاون”.
وشدد أردوغان على أنه “كلما قامت أنقرة بإفشال واحدة من خطط تقسيم المنطقة، قاموا بإنتاج سيناريو آخر”، في إشارة إلى إفشال عملية درع الفرات ومحاولات الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني) السيطرة على كامل الشمال السوري بدعم من الولايات الأميركية.
وقال أردوغان: “الحوادث التي نعيشها في كل من سورية والعراق، لا أراها منفصلة عن الحسابات التي يتم إجراؤها لتركيا، ولو كانت تركيا قد حققت لهم نياتهم، لكنا نتحدث الآن في المنطقة وبالذات في كل من سورية والعراق حول أمور أخرى، ولأننا خربنا ألاعيبهم يقومون باستمرار بإنتاج سيناريوهات جديدة ويضعونها قيد التنفيذ”.
بدوره، قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، إن أنقرة لا تتردد “في الرد الحاسم والصريح على أي تهديد يمس أمننا القومي، سواء كان هذا التهديد من داخل حدود بلادنا أو خارجها”، مؤكدا أن “استفتاء الانفصال لا يجلب السلام والاستقرار للمنطقة وهو بحكم الباطل بالنسبة لتركيا”.
من جانبه أكد وزير الدفاع التركي، نور الدين جانكلي، اليوم الخميس، وجود زيادة ملحوظة في عدد الإرهابيين بشمال العراق، وأنّ تركيا ستقوم بما يلزم لردع التهديدات المتزايدة التي تتلقاها من تلك المناطق.
وأوضح جانكلي في تصريح للصحافيين بالعاصمة الأذرية، باكو، أنّ مشروع تأسيس دولة جديدة في شمال العراق، يُدخل العالم في دوامة لا مخرج منها، ويُشعل اشتباكات من شأنها أن تأخذ بُعداً عالميا لاحقاً.
ولفت جانكلي إلى حساسية الوضع في شمال العراق، لا سيما أنّ المنطقة تحتوي على مزيج من الأعراق والمذاهب، مشيراً إلى أنّ استفتاء إقليم شمال العراق، وما يمكن أن يعقبه من خطوات لإعلان الانفصال، سيشكلان بداية لمرحلة لا تنتهي فيها الحروب التي تنعكس سلباً على العالم بأسره.
وتابع جانكلي قائلاً: التركمان في محافظة كركوك العراقية هم أبناء المدينة الحقيقيّون، ومنذ عام 2003، تُتّبع ضدّهم سياسة تهجير ممنهجة، وليس التركمان وحدهم فقط الذين يتعرضون لهذه السياسة، إنما باقي الأطياف والأعراق أيضا، عدا العرق المعلوم الذي تمّ تشجيعه وجلبه إلى المحافظة من أماكن أخرى من أجل تغيير ديمغرافية كركوك.
وأكّد جانكلي أنّ استفتاء إقليم شمال العراق، يتعارض تماماً مع الدستور العراقي، الذي يُطبّق على كافة العراقيين ويشمل كل أراضي البلاد.
في السياق نفسه، أكدت صحيفة “حرييت” التركية وقف القوات الخاصة التركية عمليات التدريب، التي كانت تقوم بها لفائدة قوات البشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق في عدد من المواقع.
وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، قد أكد، في 25 من الشهر الجاري، أن تركيا قد توقف برنامج تدريب قوات البشمركة، مشيرا إلى أنه استفاد من هذا البرنامج حوالى 10 آلاف عنصر، حيث شمل البرنامج القتال في الأماكن المأهولة بالسكان، والتدخل ضد المفخخات، واستخدام الأسلحة المضادة للدبابات وكذلك السلاح الثقيل والمدفعية، وكذلك على عمليات المراقبة وتقديم الإسعافات الأولية.
العربي الجديد