دان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الهجوم الذي استهدف أمس الثلاثاء، مطار أتاتورك، في القسم الأوروبي من مدينة إسطنبول، والذي أدى إلى سقوط 31 قتيلاً، داعياً دول العالم وبالذات الدول الغربية، إلى الوقوف بشكل صارم في مواجهة الإرهاب.
وقال أردوغان “لقد أظهرت التنظيمات الإرهابية وجهها المظلم باستهدافها المدنيين الأبرياء، ونحن ننتظر من العالم وبالذات من الدول الغربية، بقياداتها وبرلماناتها وإعلامها ومنظمات المجتمع المدني، أن تظهر وقفة صارمة في وجه الإرهاب”.
وأكد أن تركيا، تمتلك القدرات الكافية للاستمرار في مواجهة الإرهاب، رغم الأثمان الباهظة التي دفعتها، مضيفاً “أود أن أذكر الجميع بأن هذه الأنواع من الهجمات استهدفت 7.5 مليارات إنسان في العالم عبر استهدافها 79 مليون تركي”.
وتمنى أردوغان أن يكون هذا الهجوم نقطة تحول في التعاون العالمي في مواجهة الإرهاب، قائلاً “على الجميع أن يكون متأكداً من أن التنظيمات الإرهابية لا تميز بين إسطنبول ولندن وبين أنقرة وبرلين أو بين إزمير وشيكاغو أو بين أنطاليا وروما، وإن لم تقم جميع الدول، بل والإنسانية جمعاء، بالتعاون في مكافحة الإرهاب، ستحدث جميع المخاوف حتى تلك التي لم تخطر بعقلنا، وأتمنى أن يكون الهجوم على مطار أتاتورك في مدينة إسطنبول، نقطة تحول وميلاد لتعاون العالم أجمع في مكافحة الإرهاب وبالذات الدول الغربية”.
في غضون ذلك، زار رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، المطار الذي تعرض للهجوم، مشيراً إلى ارتفاع عدد القتلى إلى 36 شخصاً، وأن التحقيقات الأولية تشير إلى وقوف تنظيم الدولة الإسلامية، “داعش”، وراء الهجوم.
وأكد يلدريم أنه تم تنفيذ الهجوم على المطار عبر ثلاثة انتحاريين، قاموا بتفجير أنفسهم بعد إطلاق النار بشكل عشوائي، نافياً وجود أي إرهابيين فارين من موقع الهجوم.
وكان وزيرالعدل التركي، بكير بوزداغ، قد أكد ارتفاع عدد ضحايا الهجوم إلى 31 قتيلا و147 جريحاً.
إلى ذلك، وفي تفاصيل الهجوم ، حصل “العربي الجديد” على معلومات تفيد بأن “المهاجم الأول دخل من البوابة الخارجية لمبنى الخطوط الدولية في المطار، حيث واجه أول نقطة أمنية، ولما أدرك بأنه لن يستطيع تجاوز جهاز أشعة “إكس” الذي يقوم بفحص جميع المارين، أخرج سلاحا آليا رشاشاً وبدأ بإطلاق النار حوله، ومن ثم تقدم في مبنى المطار، حيث قام أحد عناصر الشرطة بإطلاق النار عليه، ولما سقط المهاجم على الأرض قام بتفجير الحزام الناسف الذي كان يرتديه.
وتبع المهاجم الأول انتحاري آخر، وبدأ بإطلاق النار أيضاً، وحين سقط المهاجم الأول قام الانتحاري الثاني بتفجير الحزام الناسف الذي كان يرتديه.
أما الانتحاري الثالث، فقد كان ينتظر خارج مبنى المطار في الساحة التي يتجمع بها، عادة، المسافرون القادمون لركوب الحافلات وسيارات الأجرة، نحو مدينة إسطنبول، وبدأ بإطلاق النار بشكل عشوائي على المدنيين من سلاح رشاش آلي، وبعد أن دخل في اشتباكات مع رجال الشرطة لفترة قصيرة، قام بتفجير الحزام الناسف الذي كان يرتديه.
أغلقت الشرطة التركية مداخل ومخارج المطار، في إجراء احترازي، بينما وجه الهلال الأحمر التركي دعوة للمواطنين للتبرع بالدم لرفع المخزونات من وحدات الدم في مدينة إسطنبول، وليس لوجود حاجة ماسة في الوقت الحالي.
وفي هذا السياق، دانت العديد من الدول الهجوم الذي هز مطار أتاتورك أمس، وأعلنت الولايات المتحدة الأميركية استعدادها لتقديم المساعدة إلى تركيا.
العربي الجديد