تتسارع الأحداث بشكل كبير ميدانيا على الحدود التركية السورية، وسياسيا في العاصمة أنقرة، على وقع الأنباء عن بدء الجيش التركي بنقل حشود كبيرة من الدبابات والمدرعات إلى المناطق الحدودية مع سوريا، بالتزامن مع ترؤس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اجتماعا لمجلس الأمن القومي، لبحث سيناريوهات التدخل العسكري التركي في سوريا.
وزير الخارجية التركى، مولود جاويش أوغلو، أكد أن مجلس الأمن القومى التركى بحث الاثنين، مسألة التدخل العسكري في سوريا، وذلك في تصريحات أدلى بها للصحافيين ردّا على ما نشرته صحف تركية عن مخطط عملية عسكرية للجيش التركى داخل الأراضى السورية.
وقال: «لدينا الثلاثاء اجتماع لمجلس الأمن القومى، وسنقوم بالتوضيحات اللازمة بعد الانتهاء من الاجتماع».
وقالت وسائل إعلام تركية، إن الرئيس أردوغان سيترأس الاجتماع الذي وصفته بـ»الهام» في القصر الرئاسي بانقرة بحضور رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو والوزراء المكلفين بشؤون الأمن وهيئة أركان الجيش.
يذكر أنه اجتماع مجلس الأمن القومي الذي بدأ مساء الاثنين، هو الثاني خلال 10 أيام لبحث الأوضاع الأمنية على الحدود التركية مع سوريا. حيث يبحث الاجتماع الذي يعقد مرة كل شهرين برئاسة رئيس البلاد، التطورات الأمنية الداخلية والخارجية، بين أعضاء الجناح السياسي للمجلس، برئاسة رئيس الوزراء، وأعضاء الجناح العسكري، برئاسة رئيس أركان الجيش، بحضور رئيس جهاز الاستخبارات.
وبالتزامن مع ذلك، نشر الجيش التركي، الاثنين، مدرعات عسكرية في نقاط على الحدود مع سوريا، في ولايتي غازي عنتاب وكيلسالتركيتين.
وقالت وكالة «الأناضول» إن قوات تابعة لقيادة الفوج الخامس المدرع، تُجري دوريات على طول الحدود مع سوريا، ونشرت مركبات مدرعة في بعض النقاط القريبة من معبر «قره كامش» الحدودي، كما تُجرىأحيانا دوريات راجلة في المنطقة، لمراقبة تطورات الوضع في الجانب السوري عن كثب.
ونقلت الوكالة عن مراسلها القول إن «الصمت ما زاليخيم على مدينة جرابلس التابعة لمحافظة حلب شمال سوريا، التي يسطير عليها تنظيم داعش، حيث شُوهد عناصر التنظيم يحفرون الخنادق قرب البنايات التي يمكثون فيهابالمنطقة»، وفي ولاية كيلس جنوب تركيا، أفاد مراسل «الأناضول» أن الجيشالتركي نشرعربات مدرعة على الخط الحدودي مع سوريا.
وتبدي تركيا قلقا متزايدا اتجاه ما تقول إنه مخطط لإقامة كيان كردي على حدودها مع سوريا لا سيما بعد طرد وحدات حماية الشعب الكردية مقاتلي تنظيم «الدولة» من مدينة تل أبيض، واتهام أنقرة لهذه القوات بالقيام بعمليات تهجير ممنهجة للقرى العربية والتركمانية شمال سوريا.
وشدد أردوغان في تصريحات صحافية قبل يومين على أن بلاده «لن تسمح مطلقا بإقامة دولة جديدة» في شمال سوريا، في اشارة إلى امكان قيام منطقة حكم ذاتي كردية في سوريا يمكن أن تشجع أكراد تركيا المقدر عددهم بنحو 15 مليونا.
من جهته، أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو،أن «بلاده على أهبة الاستعداد، لكافة الاحتمالات، حيالأي انتهاك يطال الحدودالجنوبية مع سوريا والعراق». موضحا أن «تركيا اتخذت كافة التدابير اللازمة لمنعالمساس بالاستقرار الذي تنعم به البلاد».
ولفت رئيس الحكومة التركية، إلى أن القوات المسلحة متأهبة للحفاظ على أمن وسلامة الشعب،مضيفا «لا محل للقلق من أن تصل نيران الحروب الدائرة في المنطقة إلى تركيا، لأنها ستبذلما بوسعها من جهود،من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة».
وذكرت صحيفة «ينى شفق»، الأحد، أن الجيش التركى يعد مخططاته المتعلقة بإقامة منطقة حدودية آمنة شمإلى سوريا بعمق 35 كم وطول 110 كم، مشيرة إلى أن محاولات حزب الاتحاد الديمقراطى لإنشاء دولة كردية شمإلى سوريا وتوجه تنظيم داعش إلى أهداف استراتيجية، مما دفع الحكومة التركية إلى توخى الحذر والاستعداد لإنشاء ممر آمن.
وأفادت الصحيفة بأن رئاسة أركان الجيش وجهاز الاستخبارات التركى سيتعاونان فى وضع اللمسات الأخيرة على المخطط، الذى يتضمن دخول 18 ألف جندى من بوابتى مرشدبنار وقرقامش الحدوديتين إلى عمق ثلاثة وثلاثين كيلومترا حتى يوم الجمعة المقبل، لكن المصادر الرسمية التركية لم تؤكد هذه الأنباء حتى الآن.
وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي سمح البرلمان التركي للجيش بالتدخل عسكريا في العراق وسوريا ضد الجهاديين.
لكن الحكومة التركية بقيت على حالة تأهب طوال المعركة للسيطرة على مدينة عين العرب (كوباني) السورية الحدودية التي انتهت في كانون الثاني/يناير بتغلب الأكراد على الجهاديين.
القدس العربي