تباينت ردود الفعل بخصوص إلغاء المحكمة الإدارية العليا التركية قرار مجلس الوزراء عام 1934 القاضي بتحويل آيا صوفيا من مسجد إلى متحف، بين مرحب بالخطوة ومعارض لها.
وهنأ الرئيس التركي السابق عبد الله غُل وزعماء أحزاب سياسية في البلاد بإعادة فتح مسجد آيا صوفيا للعبادة.
وفي تغريدة على حسابه هنأ غُل بإعادة فتح آيا صوفيا للعبادة، قائلا “هذا القرار التاريخي أسعد شعبنا العزيز، وأهنئ كل من ساهم فيه”.
بدوره قال رئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو عبر حسابه في تويتر إن “فتح آيا صوفيا للعبادة هو تحول الشوق الذي دام عشرات الأعوام إلى حقيقة”.
وأضاف أن “الموقف المسؤول الذي أبدته الحكومة والمعارضة جدير بالتقدير. أطيب التمنيات لرمز الفتح وأمانة الفاتح جامع آيا صوفيا الذي يحوي تراكم حضارة إسطنبول بأسرها”.
من جانبها قالت رئيسة حزب “إيي” المعارض مرال أقشنر عبر حسابها في تويتر “مبارك لكم مسجد آيا صوفيا”.
وهنأ رئيس حزب الديمقراطية والتقدم علي باباجان، عبر حسابه في تويتر، إعادة فتح آيا صوفيا للعبادة. وأضاف “سنبذل قصارى جهدنا لحماية هذا الصرح المعماري الفريد الذي يمثل تراثا تاريخيا مشتركا للبشرية ونقله إلى المستقبل”.
والجمعة، ألغت المحكمة الإدارية العليا التركية قرار مجلس الوزراء الصادر بتاريخ 24 نوفمبر/تشرين الثاني 1934 القاضي بتحويل آيا صوفيا من مسجد إلى متحف.ويقع آيا صوفيا في منطقة السلطان أحمد بمدينة إسطنبول، واستخدم مسجدا لمدة 481 عاما، وحُوّل إلى متحف عام 1934، وهو من أهم المعالم المعمارية في تاريخ الشرق الأوسط
حماس وعلماء المسلمين
وأشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية يوم الجمعة بقرار القضاء التركي إعادة افتتاح مسجد آيا صوفيا للصلاة.
وقال رئيس الدائرة الإعلامية للحركة في الخارج رأفت مرة في بيان “إن هذه الخطوة قرارٌ يعتز به المسلمون في العالم”، مضيفا “للأسف الشديد، هناك حالة من العويل والحزن عند بعض الأوساط الرسمية العربية بسبب إعلان السلطات التركية آيا صوفيا مسجدا”.
وتابع “لم نشاهد هؤلاء يبكون على المسجد الأقصى المبارك الذي تعرض لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، ولم نشاهدهم يحزنون عند الاعتداءات الصهيونية على مسجد قبة الصخرة في القدس الشريف”.
من جهته قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي محيي الدين القره داغي إن قرار إعادة آيا صوفيا إلى مسجد “أخرج أضغان وأحقاد مرضى القلوب من الشرق والغرب”.
وقال القره داغي في تدوينتين عبر حسابه الرسمي في فيسبوك إن “مساجد المسلمين في الأندلس تحوّلت لكنائس وبارات ونوادٍ ليلية، وتحول مسجد بابري في الهند إلى معبد للأصنام، ويريدون تحويل القدس بكل مقدساتها عاصمةً للصهاينة”.
وأضاف “لم نسمع بصوتٍ غربيٍ أو شرقيٍ يدين هذه الجرائم، لكن تحويل آيا صوفيا لمسجد، أخرج أضغان وأحقاد مرضى القلوب من الشرق والغرب”.
تراث للإنسانية
وقال الرئيس رجب طيب أردوغان يوم الجمعة إن آيا صوفيا سيبقى تراثا إنسانيا، يفتح أبوابه أمام الجميع من مواطنين وأجانب وغير مسلمين.
وأضاف في كلمة له عقب قرار المحكمة “مثل جميع مساجدنا، ستفتح أبواب آيا صوفيا أمام الجميع من مواطنين وأجانب وغير مسلمين”.
وشدد على أن آيا صوفيا سيبقى تراثا مشتركا للإنسانية، وسيواصل احتضان الجميع بشكل أكثر صدقا وأصالة.
ودعا أردوغان الجميع إلى احترام القرار الذي اتخذته الهيئات القضائية والتنفيذية في تركيا بخصوص آيا صوفيا، واصفا أي موقف يتجاوز التعبير عن الآراء بأنه “انتهاك للسيادة”.
وأشار إلى أنه من المخطط افتتاح آيا صوفيا للعبادة يوم 24 يوليو/تموز الجاري بإقامة صلاة الجمعة. وذكر أنه سيتم إلغاء رسوم الدخول إلى مسجد آيا صوفيا عقب رفع وضعية المتحف عنه.
اليونسكو
وآيا صوفيا مدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، وتعدّ واحدة من أهم الوجهات السياحية في إسطنبول.
وأكد ياووز سليم كيران نائب وزير الخارجية التركي أمس أن أنقرة تفي بالتزاماتها تجاه اتفاقية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) الخاصة بحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي.
وقال في تغريدة له إن “تركيا تفي بالتزاماتها تجاه اتفاقية اليونسكو الخاصة بحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي لعام 1972، في مسألة آيا صوفيا”.
وأضاف أنه لا يوجد في الاتفاقية نص يمنع تغيير وضع الصرح التراثي، كما أنها لا تحدّ من ممارسة الدولة للسيادة على الأصول الثقافية الموجودة على أراضيها.
وشدد كيران على أن تحويل آيا صوفيا من متحف إلى مسجد لا يشكل انتهاكا للاتفاقية الدولية.
ترحيب في ماليزيا
ورحبت منظمات مدنية ماليزية بقرار القضاء التركي، وقدم رئيس حركة الشباب الإسلامي في ماليزيا محمد فيصل عبد العزيز، في بيان، تهئاته لتركيا جراء القرار، قائلا إن آيا صوفيا يعود إلى وظيفته الأولية بوصفه مسجدا، يتبع لوقف السلطان محمد الفاتح.
وعبّر رئيس المجلس الاستشاري للمنظمات الإسلامية “مابيم” (MAPIM) محمد عزمي عبد الحميد عن بالغ تهئاته لتركيا إزاء القرار.
وأشار إلى أن القرار يتمتع بالشرعية وقائم على القانون، مضيفا “لا يحق لأي طرف خارجي محاسبة تركيا على حقها في إعادة آيا صوفيا إلى مسجد مرة أخرى”.
وانتقد استياء الدول الغربية من القرار، داعيا إياها لإعلان انزعاجها لدى استهداف إسرائيل المساجد والكنائس.
رافضون
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أعلن أمس أن بلاده “تأسف لقرار السلطات التركية تحويل آيا صوفيا من متحف إلى مسجد”.
وقال لودريان في بيان إن “فرنسا تأسف لقرار مجلس الدولة التركي تعديل وضع متحف آيا صوفيا، ولمرسوم الرئيس أردوغان بوضعه تحت سلطة مديرية الشؤون الدينية. هذان القراران يشكّكان في أحد أكثر الإجراءات رمزية لتركيا العصرية والعلمانية”.
وأعلن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس أن بلاده “تدين بأشدّ العبارات” ما أسماه “تحويل” آيا صوفيا إلى مسجد، محذّرا من أن هذه الخطوة سترتدّ سلبا على العلاقات بين أثينا وأنقرة.
وكانت الولايات المتحدة عبرت الجمعة عن “خيبة أملها” من قرار أنقرة “تحويل” آيا صوفيا إلى مسجد، مطالبة السلطات التركية بأن تكون زيارة هذا المعلم التاريخي متاحة أمام الجميع على قدم المساواة.
وقالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتيغاس إن “أملنا خاب من قرار الحكومة التركية تغيير وضع آيا صوفيا”.
وأضافت “نأخذ علما بتعهّد الحكومة التركية السماح للجميع بزيارة آيا صوفيا، ونترقّب الاطّلاع على خططها في ما يتعلق بالإشراف المستمرّ على آيا صوفيا لضمان بقائه مفتوحة أمام الجميع من دون أي عوائق”.
نقلا عن الجزيرة