عادت مدينة طيبة الإمام في ريف حماة الشمالي إلى واجهة الأحداث، بعدما نجحت فصائل المعارضة بالسيطرة عليها وطرد قوات الأسد من محيطها، الثلاثاء 30 آب، في إطار الهجوم الواسع الذي تشنه المعارضة في المنطقة.
ترصد عنب بلدي في هذا التقرير أربع مزايا تتفرد بها طيبة الإمام، جعلها من المدن الهامة على مستوى سوريا:
أكبر لوحة فسيفسائية في العالم
يحتوي متحف طيبة الإمام على أكبر لوحة فسيفسائية في العالم تم اكتشافها بين العامين 1985 و1987، وتعود إلى القرن الخامس الميلادي.
تضم اللوحة أشكالًا ورسومات هندسية تدل على الحضارات المتعاقبة على المنطقة، وشكلت في السابق أرضية لكنيسة في العهد البيزنطي سميت بـ “كنيسة القديسين الشهداء”، واستكملت عام 442 ميلادي.
مسجد المقام والمئذنة الهزازة
بني في طيبة الإمام مسجد سمي بـ “المقام”، وقيل إنه بني على ضريح أحد أحفاد الصحابي علي بن أبي طالب، وهو “علي بن الحسين بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب”، وتعود تسمية المدينة إليه.
لكن أكثر ما يميز المسجد هو مئذنته “الهزازة”، والتي تعتبر ثالث مئذنة في العالم من حيث بنائها المستطيل، والفريدة من نوعها نظرًا للاهتزاز المستمر لها، ولا يشعر به إلا من يصعد إلى أعلاها.
الأولى على مستوى التعليم
كما اكتسبت المدينة شهرة واسعة خلال العقود الماضية، إذ تعتبر أحد أبرز المدن ذات التأهيل العلمي العالي في سوريا، ويكاد لا يخلو منزل فيها من أطباء ومهندسين وخريجي جامعات من مختلف الاختصاصات.
الكرنفالات الثورية
أخيرًا، وخلال الأشهر الأولى للثورة ضد النظام السوري، اكتسبت طيبة الإمام شهرة واسعة من خلال المظاهرات “الكرنفالية” اليومية والأسبوعية، وما يتخللها من لوحات فنية ثورية قلّما شاهدناها في باقي المدن، قبل أن تدخلها قوات الأسد مطلع العام 2012.
تقع “الطيبة” شمال حماة بنحو 18 كيلومترًا، إلى الجنوب من مدينة حلفايا، وتعتبر من المدن القديمة في المنطقة، وبلغ عدد سكانها حوالي 40 ألف نسمة، وفقًا لإحصاءات عام 2011.