أكد رئيس الحكومة العراقية الأسبق زعيم ائتلاف الوطنية، إياد علاوي، أن نتائج الانتخابات الجديدة المعلنة تكرس التزوير وانعدام النزاهة.
وقال علاوي، الذي حذر من العودة للمحاصصة “لم نُفاجأ مطلقاً بالنتائج التي اعلنها مجلس المفوضين المنتدب، ذاك لأنها كانت نتيجة طبيعية جداً لإفراغ قانون التعديل الثالث الذي أقره البرلمان والتوصيات التي خرج بها مجلس الوزراء، من محتواها، وهو ما تسبب بخيبة جديدة للعملية السياسية وتكريس للتزوير وانعدام النزاهة ومصادرة لارادة الشعب العراقي الكريم”.
واضاف علاوي في تصريح صحافي: “لقد أثار إعلان تلك النتائج جملة تساؤلات أبرزها مصير تقرير اللجنة الوزارية الذي تحدث صراحةً عن تزوير فاضح شهدته الانتخابات وكيفية تفسير عزل عدد من مدراء المكاتب في مفوضية الانتخابات واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم بتهم ارتكاب مخالفات وتلاعب وفساد مالي لتكون النتائج فيما بعد متطابقة أو أقرب للتطابق.
وخلص علاوي للقول “بالرغم من ذلك كله، فاننا نهنئ الفائزين وندعوهم لأن يحققوا الاستقرار المنشود والوحدة الوطنية، والخروج من خندق الطائفية والمحاصصة البغيضة ومحاربة الفساد وبناء مؤسسات الدولة الناجزة وتقديم الخدمات وتحقيق الرفاهية ومعالجة المشاكل بين بغداد واربيل واعادة النازحين وتعويضهم والبدء باعمار مناطقهم”.
ولفت إلى أن “ائتلاف الوطنية يحذر من اللجوء إلى خيار الأغلبية السياسية”، مؤكدا على أن “مبدأ الشراكة والتوافق الملتزم وعلى اعتماد الفضاء الوطني خلال المرحلة المقبلة”.
وأشار إلى أن “الائتلاف يشدد على ضرورة مغادرة المحاصصة في تسمية الرئاسات واعضاء الحكومة واتخاذ إجراءات حقيقية لاصلاح بنية العملية السياسية”.
وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات في العراق أول أمس (الجمعة) فوز تحالف مقتدى الصدر والشيوعيين في الانتخابات التشريعية بعد إعادة الفرز اليدوي للأصوات التي قررتها المحكمة العليا بسبب الاشتباه في حصول تزوير.
ويفترض أن تصادق المحكمة العليا على هذه النتائج ليدعو رئيس الجمهورية المنتهية ولايته إلى عقد جلسة للبرلمان الجديدة خلال خمسة عشر يوما، ليتولى بدوره انتخاب الرئيس الجديد للبلاد. كما ستقوم الكتلة الأكبر داخل البرلمان بتقديم مرشحها لرئاسة الوزراء ليتم التصويت عليه داخل المجلس، على أن يعمل بعدها، وضمن مهلة ثلاثين يوما، على تشكيل الحكومة المقبلة للبلاد.
ورغم إعادة فرز الأصوات بسبب ثغرات في عمليات الفرز الإلكترونية وشبهات بالتلاعب، لم تؤد الى تغيير جذري في النتائج اعلنت قوى سياسية عراقية رفضها لنتائج الانتخابات الجديدة حيث أعلن مجلس المفوضين من القضاة المنتدبين استقباله الطعون ابتداء من اليوم ولمدة ثلاثة أيام.
من جانبها، رفضت الأحزاب الكردية المعارضة في إقليم كردستان، وهي الاتحاد الإسلامي، والجماعة الإسلامية، وتحالف برهم صالح، نتائج الفرز والعد اليدوي للانتخابات، مشيرة إلى أنها ستتبع المسار القانوني لمواجهة الخروقات التي حصلت في الفرز الأخير.
المصدر: لندن- “القدس العربي”