بدا واضحاً منذ اليوم الأول للتدخل الروسي في سوريا أن الهدف ليس محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، وإنما توجيه ضربات للكتائب المقاتلة ضد نظام الأسد، بعدما حققت إنجازات عسكرية مهمة على الأرض خلال الأشهر الماضية.
وتحولت محافظة حلب منذ أكثر من ثلاث سنوات لساحة معارك مفتوحة بين عدة أطراف، ففي حلب تتزاحم أبعاد الصراع فتشمل “الكردي, والتركماني, والسني, والشيعي”.
قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن أكثر من50 مدنيا نزحوا، لاسيما من مناطق شمال حلب بسبب تصاعد وتيرة القتال الذي أدى إلى قطع كثير من الطرق التي كانت تستعمل لإيصال المساعدات، وأشارت إلى أن الصراع الدائر أدى إلى انقطاع المياه عن من مدينة حلب، حيث يعتمد آلاف السكان على مواقع الصليب الأحمر للتزود بالماء والنازحون يحاولون النجاة بأرواحهم من الظروف الخطيرة.
قال ناشط سوري في حلب:” سكان حلب يتدفقون نحو الحدود التركية منذ أكثر من عشرة أيام، وسيبلغ عددهم المئة ألف نازح في ظل استمرار القصف الروسي وهجمات النظام على المدنيين في حلب وأريافها, فقوات الأسد سيطرت على بعض مناطق شمال حلب وتمكنوا من قطع طرق إمداد المعارضة, عن مناطق سيطرتها داخل مدينة حلب وريفها الشمالي”.
وأفادت منظمات دولية أن مئات آلاف المدنيين ستنقطع عنهم المساعدات الإغاثية، إذا حاصرت قوات النظام المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة، كما حذرت من ترقب موجة هائلة و جديدة لنزوح جماعي هرباً من العمليات العسكرية التي تجري بغطاء روسي والتي أسفرت عن أكثر من 500 شهيد و دفعت أكثر من 100 ألف سوري للنزوح باتجاه الشريط الحدودي مع تركيا.
يقول أحد مواطني ريف حلب:” نزحنا من منزلنا هرباً من تحليق الطيران فوقنا وجئنا باتجاه الحدود على وقع خوف ورعب أن تلحق بنا الطائرات الروسية وتفاجئنا بأية لحظة فالحربي يستهدف المنازل وتجمعات السكان حتى لو كانت بعيدة عن مناطق المعارك فهم يريدون قتل أكبر عدد ممكن من الناس”.
في الجانب نفسه أوشك القطاع الصحي في حلب على الانهيار، بسبب احتدام القتال الذي عمق الأزمة الإنسانية, حيث أغلقت المستشفيات وخرجت عن الخدمة بشكل كامل “الأطفال والنسائية وبغداد” واضطرار فريق أطباء بلا حدود للمغادرة بعد تعرضها للقصف.
يقول أبو أحمد أحد العالقين على الحدود التركية:” نحن هنا منذ أكثر من أسبوع، المعبر مغلق وعشرات الآلاف على بعد كليو مترين من الحدود ينامون في البرد القارس وفي ظل نقص الغذاء والماء والدواء، رغم ما تقدمه الحكومة التركية، إلا أن ذلك لم يقي من ظروف الشتاء القاسية، ولا نعلم إن كنا سنموت هنا من البرد، أم أننا سنعود لنموت تحت القصف”.
في ظل تقدم جيش النظام بدعم الروس باتت معظم بلدات ريف حلب أشبه بمدن الأشباح، بعد أن هجر سكانها قسراً، لتعلن مناطق منكوبة تفتقد كافة مقومات الحياة والعيش.
المركز الصحفي السوري ـ آلاء هدلي