كالعادة تعتبر قرارات الحكومة السورية في الآونة الأخير هادفة وتصب في مصلحة المواطن السوري، فآخرها قرار وزير التربية “خالد رحيمة”:” يمنع تشغيل المدافئ في غرف المدرسين تحت طائلة المسؤولية وتصل العقوبة في حق مرتكب مثل هذا الجرم لإنهاء تكليفه “.
وأضاف رحيمة طالبا من الطلاب أن يتوجهوا إلى الوزارة في حال لاحظوا أي مدفئة موقدة في غرفة الإداريين أو المدرسين.
حيث أكد “خالد رحيمة” أن المخصصات المحددة من المازوت لكل فصل دراسي ولكل شعبة صفية تصل إلى 100 ليتر مازوت خلال فصل الشتاء، مؤكدا أن “الشعب الصفية لا تحتاج لتشغيل المدافئ يوميا وخاصة في الأيام الدافئة”.
لم تمض ساعات قليلة لتتناقله الصفحات الموالية للنظام السوري بطريقة ساخرة من مثل هكذا قرار يطرح، فنقلا عن “دمشق الآن ” علق عماد العطية :”السيد مدير التربية أعتقد بأن قراراتكم عشوائية وغير مدروسة وهي من باب الدعاية لتبين حرصكم على الطلاب ألا يستحق المدرس أو الإداري أن ينعم بالدفء أسوة بمعاليكم وسيادة معاونيك ولا الناس مقامات اتقوا الله فينا لهون وصلت معكم “.
تؤكد مديرة إحدى المدارس في دمشق والتابعة للحكومة :” كما هو متعارف لا يمكن لمدرسة الحصول على مادة المازوت إلا إذا كانت المديرة تمتلك واسطة أو تعرف أحدا من قطاع التربية، وإلا فعلى المديرة انتظار دورها في تعبئة المازوت، ليمضي الشتاء دون الحصول عليه، فكثير من الصفوف في المدرسة يتبرع الأهالي بلتر يوميا لصف في أيام البرد الشديد “.
لترصد جريدة الوطن الموالية للنظام حقيقة وواقع مادة المازوت في المدارس فتؤكد أن ثانوية ” علي بن أبي طالب ” يلجأ الطلاب إلى إحراق الورق والبلاستيك للتدفئة لأن كمية المازوت المخصصة ليوم لا تكفي سوى للحصة الأولى والثانية، وحين توجه الطلاب للإدارة يلقي المدير اللوم على الوزارة التي لم تخصص سوى لتر واحد فقط لا غير لليوم .
تعلق أم سارة على القرار الصادر بقولها :” أطفالي تغيب في كثير من أيام البرد، صحيح أن المازوت غالي لكن على الحكومة أن تعلم أن مستقبل أطفالنا أغلى بكثير وعليهم تأمين الدفء لهم “.
وصل الحال في حكومة النظام إلى العجز عن تأمين بضع ليترات لتدفئة الصفوف في المدارس الواقعة تحت سيطرتها، في حين أنها تؤمن بكل ما أوتيت من قوة جميع ما يلزم لآلياتها العسكرية التي تستخدمها لقتل الشعب السوري.
المركز الصحفي السوري ـ أماني العلي