يزداد عدد السوريين الفارين من ضواحي حلب، شمالي البلاد، تجاه الحدود التركية، جراء تصاعد الغارات الجوية الروسية على المدينة.
ومع اكتظاظ مخيمات اللاجئين، في المناطق القريبة من ولاية كيليس، جنوبي تركيا، يتوجه القادمون الجدد إلى أماكن أكثر أمنًا، متخذين من الأشجار بيوتًا لهم.
وقالت عالية عبد الله (55 عامًا)، للأناضول، إنها تركت منزلها في “مارع” شمالي حلب، ونزحت مع 15 عائلة أخرى إلى الحدود التركية، بحثًا عن ملجأ يحميها من الضربات الروسية، حيث لم يكن بمقدورها اصطحاب شيء معها سوى بعض الأشياء الخفيفة فقط.
وأضافت عبد الله، “جئت مع عائلتي إلى مخيمات اللاجئين، لكن للأسف لم نجد مخيمًا فارغًا يأوينا، ما اضطرّنا إلى نصب خيمة تحت أشجار الزيتون، قدمتها لنا إدارة المخيم”.
من جانبه، أفاد حسن محمود (62 عامًا)، أنهم نجوا بحياتهم بأعجوبة من القصف الروسي، الذي طال الكثيرين من أقاربه إذ قضوا حياتهم تحت الصواريخ الروسية، ما اضطره إلى النزوح، بحثًا عن مكان آمن، بعد رؤية نهاية أصدقائه.
وأشار براق قره جه أوغلو، المستشار الإعلامي لهيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH)، في حديث للأناضول، إلى تصاعد وتيرة القصف الجوي في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، تزامنًا مع القصف الروسي، الذي بدأ أواخر أيلول/ سبتمر الماضي.
وأكد قره جه أوغلو، أن عدد السوريين النازحين تجاه الحدود التركية بلغ 50 ألفًا، منذ بدء القصف الروسي السوري المزدوج، مشيرًا أن النازحين لا يرغبون إلا في البقاء على قيد الحياة.
أما مصطفى مدني (49 عامًا)، فيقول أنه رغم الحصار، وتساقط البراميل المتفجرة على رؤوسهم، في منطقة جبل التركمان “بايربوجاق”، شمالي ريف اللاذقية، إلا أنه كان مصممًا على استمرار بقائه في بلده، غير أن القصف الروسي أجبره على مغادرتها مع أولاده إلى تركيا، كي يجد مكانًا آمنًا.
وأضاف مدني، أنه “مع بدء القصف الروسي، تغير كل شيء، إنهم يقصفوننا بصواريخ يصل طولها 3 أمتار، وتنفجر ثلاث مرات بعد سقطوطها، فوق رؤوس المدنيين”، وناشد العالم الإسلامي والدول العربية، نجدتهم مما هم فيه.
وتابع “ما دام القصف الروسي مستمر، فإن عدد الراغبين بالذهاب إلى أوروبا، سيزداد ويتضاعف كل يوم، ومنذ قصف الروس لنا، نزح المئات من مناطق بايربوجاق، وجبل الأكراد (ريف اللاذقية)، إلى تركيا، وهنالك المزيد، هذه سياسة مقصودة لتفريغ المناطق من سكانها”.
اﻷناضول