نقلت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، عن نظيرتها الروسية “نوفايا غازيتا” تقريرا حول العدوان الروسي على سوريا عرضت فيه وجهات نظر مجموعة من الضباط الروس، الذين عمل بعضهم كمستشارين عسكريين في سوريا في مراحل مختلفة، وبعضهم شارك في الحرب في أفغانستان.
وتقول الصحيفة الروسية إن هؤلاء فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم نظرا لحساسية الموضوع.
ويقول أحد هؤلاء الضباط مستهلا حديثه بعرض سريع للقوة التي كان يتمتع بها الجيش السوري سابقا، إن تعداد أفراده كان قرابة 215 ألف جندي، فضلا عن 280 ألف ضابط وجندي احتياط.
ويتابع قائلا: “أما اليوم فلم يعد لدى سوريا ذلك الجيش الذي يتمتع بالكفاءة. وبُنية الجيش قد تحطمت. ذلك أنه منذ بداية الحرب الأهلية، فقد جرت عملية فرار واسعة بين الضباط والجنود في الجيش السوري، بينما سافر غالبية جنود الاحتياط خارج البلاد”. ولهذا فإن “الجيش يبدو اليوم أشبه بمجموعات المقاومة المسلحة، ولم يبق إلى جانب الأسد سوى 130 إلى 150 ألف جندي وضابط”، بحسب وصفه.
وتنقل الصحيفة رأي ضابط روسي آخر، قال للصحيفة إن عمليات الهجوم الحديثة تتوزع على عدة مراحل، بدءا من الاستطلاع، وصولا إلى الحاجة إلى نيران كثيفة ضد مواقع العدو.
ويرى هذا الضابط أنه في الحالة السورية “لا يمكن الاعتماد على الطائرات الروسية وحدها، لأن ضرباتها يمكن أن تمنح التفوق وتستبق التقدم البري بضرب مصادر نيران العدو. وتتراجع فاعلية وتأثير القصف الجوي والمدفعي نظرا لأن الطرف الذي يقف ضد قوات الأسد يخوض حرب مناورات بمجموعات صغيرة تحمل أسلحة خفيفة وتتمتع بقدرة على التنقل والتحرك السريع”، ولهذا فإنه يؤكد الضابط الروسي أن “الجيش السوري سيكون بحاجة إلى عدد كبير من الأفراد والآليات لإحكام السيطرة على كل متر يتقدم نحوه”.
ضابط ثالث أشار إلى خطورة امتلاك المجموعات المسلحة في سوريا لمضادات جوية، محذرا من خطورة تحول نوعي كهذا، لا سيما لجهة الخطر على الطائرات الروسية التي تضطر للانخفاض حتى ارتفاعات معينة أثناء شن الغارات على مواقع برية، حيث تصبح الطائرة بمرمى نيران أبسط أنواع المضادات الجوية.
وبحسب تقديرات الضابط الروسي، فإنه “من السهل جدا الانخراط في أي نزاع مسلح، لكن من الصعب جدا الخروج منه. وسيكون بوسع قواتنا في سوريا أن تلحق خسائر بجماعة (داعش)، لكن هل ستكون هذه الخسائر كارثية ومدمرة بالنسبة لهم؟ هذا هو السؤال المهم”. ويضيف: “لا بد من تحقيق الأهداف الأولية والخروج (الانسحاب) من هناك قبل أن نتورط في المصيدة السورية”.
عربي21