أطفال المحافظات الشرقية ضحية التجنيد في الحرب السورية

انطلاقاً من الحاجة الملحة لضبط النزاعات المسلّحة، تبنى المجتمع الدولي جملة من القواعد في الحروب تضمن تحييد وحماية الفئات الضعيفة كالنساء والأطفال.

تعاظم دور الأطفال في الحرب السورية التي تدور رحاها منذ نحو 10 سنوات، فقد باتوا عرضة التجنيد الإجباري والاختياري في صفوف أطراف النزاع.

تدوالت مصادر محلية في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بالأمس السبت ٢٦ كانون الأول/ ديسمبر، إقدام عناصر من الشبيبة الثورية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، على اختطاف الطفلة “ستيرا أحمد شيخو” من أمام مدرستها في قريتها بريف الحسكة الشمالي بهدف التجنيد الإجباري.

يحظر القانون الدولي الإنساني المعمول به في الحروب مشاركة الأطفال في القتال، حيث يعد إشراكهم انتهاكاً للقواعد الإنسانية التي تكفل حماية الطفولة وحقوقها.

وقد ناشد ذوي الطفلة البالغة 16 عاماً، المنظمات الحقوقية والإنسانية التدخل للإفراج عن طفلتهم المنحدرة من قرية قجلة بريف عامودا بمحافظة الحسكة.

تأتي الحادثة في إطار سياسة تنتهجها قوات سوريا الديمقراطية منذ سنوات بحق الأطفال في مناطق سيطرتها شمال وشرق البلاد.

يعدّ تجنيد الأطفال منافياً للأعراف الاجتماعية والأخلاقية نظراً لضعفهم وعدم تمتعهم بالحد الأدنى من حرية الاختيار، مايجعلهم ضحية الاستغلال وأكثر الفئات ضعفاً في الحروب.

وكانت الإدارة الذاتية، الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية، قد بدأت بتطبيق التجنيد الإجباري على الشبان والشابات وحتى الأطفال تحت اسم “واجب الدفاع الذاتي” منذ عام 2014.

حملات التجنيد التي تشنها عناصر قوات سوريا الديمقراطية ضد الأطفال، تخالف خطة عمل وقعتها الأخيرة مع الأمم المتحدة، تقضي بإنهاء ومنع تجنيد الأطفال دون سن ال 18 عاماً، في حزيران 2019.

وعلى الرغم من استحداث الإدارة الذاتية مكتباً لحماية الطفولة ومنع تجنيدهم في العام الجاري، إلا أنها تواصل اختطاف الأطفال لسوقهم للخدمة العسكرية في صفوفها.

وثَّق تقرير صادرٌ عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تشرين الثاني الفائت، ما لا يقل عن 113 حالة تجنيد لأطفال قامت بها قوات سوريا الديمقراطية منذ تأسيسها، قُتِلَ قرابة 29 طفلاً منهم في ميادين القتال.

تجنيد أطفال المحافظات الشرقية لايتوقف على قوات سوريا الديمقراطية، فالميليشيات المدعومة من إيران تواصل تجنيد الأطفال في مناطق سيطرتها في محافظتي ديرالزور والرقة؛ للزج بهم على خطوط المواجهة، عقب إخضاعهم لدورات عسكرية وفكرية، بإشراف قياديين من الحرس الثوري الإيراني.

الزج بالأطفال في الصراعات يتجافى مع الإنسانية أن يتم السماح للأطفال بالمشاركة في الحروب وتعريض حياتهم للخطر، بدلا من حمايتهم من ويلاتها، ما يجعل المجتمع الدولي ملزما للتدخل لوضع حد لمعاناة الشعب السوري.

تقرير خبري /صباح نجم
المركز الصحفي السوري

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

 

المقالات ذات الصلة

النشرة البريدية

اشترك ليصلك بالبريد الالكتروني كل جديد:

ابحثهنا



Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist