لم يمر سقوط الصواريخ الثلاثة في مدينة اللاذقية مرور الكرام، إذ إن مصدر الصواريخ بقي مجهولاً، ومطلقها، ومصنّعها، وكانت شبكة شام نقلت أمس عن خبير بأن الصواريخ أطلقت من أحد الزوارق الحربية في المنطقة القريبة من ميناء اللاذقية، وأن الصواريخ الثلاثة أطلقت من البحر.
وأما باب إشارات الاستفهام فإنه فتح وما من طريقة لإغلاقه، فالأسئلة تبدأ بمطلق الصواريخ ولا تنتهي ببلد المنشأ، وما بين “جسم غريب” و”قذيفة صاروخية” وصولاً إلى “صاروخ مجهول المصدر” تنوعت التعريفات التي استخدمتها الصفحات التابعة للنظام، وبقي الأمر في حدود التواصل الاجتماعي المؤيد، لأن الخبر غاب تماماً عن سانا ووسائل إعلام النظام الرسمية والقريبة من الرسمية.
“العربية نت” تفحصت صور مكان الانفجار، وتتبعت الدلائل التي يمكن أن تساعد بتحديد مصدر تلك الصواريخ، ومن بين الصور التي نجت من عملية التطهير والتنظيف السريعتين اللتين قام بها النظام لمكان الانفجار، ثمة صورة لبقايا “الجسم” المجهول الذي أدى لهذا الانفجار.
وتبين الصورة التي تداولها السوريون طبعاً على صفحات الإنترنت، أنها لجزء من أحد أجنحة توجيه الصاروخ وظهر في الصورة كلمات باللغة الروسية “Не брат”، لتتحول الصورة إلى الشغل الشاغل للمتابعين والمحللين للشأن السوري حيث ظهر النقاش على صفحات تويتر والمقارنات حتى تم الوصول إلى الخلاصة..
“القطعة المتبقية من الصاروخ تعود للصاروخ “السوفييتي” المضاد للسفن تيرميت بي-15 “P-15 Termit” حيث تظهر الحروف نفسها في المكان نفسه على صور أخرى للصاروخ”.
إذاً الصواريخ روسية، ومطلقها النظام، وأما لماذا أطلقها وماذا كان يفكر، فهو ما لا يمكن معرفته مع نظام لا يمكن أن يتوقع أحد كيف يفكر، وذهبت التحليلات إلى أن النظام يريد إفراغ المدينة من السنّة، خصوصاً بعد اللاأمان الذي بات يعيش فيه، مع اقتراب الثوار من الساحل بعد سيطرتهم على جسر الشغور.
صاروخ “P-15 Termit”: هو صاروخ مضاد للسفن السطحية، كما يمكن استخدامه، كذلك، لمهاجمة الأهداف الساحلية. وهو يشبه في شكله مقذوف الطوربيد، مزوداً بأجنحة مثلثة الشكل، ورأس باحث عن الهدف، ويستخدم الأشعة دون الحمراء؛ وهو ذو تقنيات قديمة، ولكن قلة تكاليفه وسهولة استخدامه، أسهما في استمرار وجوده حتى الآن، ضمن تسليح العديد من الدول.