اميركا فقدت سلطتها الأخلاقية بالعالم العربي

Barack Obama, Vladimir Putin

أن هذه الضجة التي أثارها التقرير داخل الولايات المتحدة قوبلت بسخرية داخل منطقة عربية كانت تتوقع سلوكا غادرا من قبل الولايات المتحدة؛ فكثير من بلدان العالم العربي تعتبر هذه الاعترافات ليست سوى جزء صغير من انتهاكات أوسع سيتم الكشف عنها.
واعتبرت الكاتبة أن الحقيقة هي أن الولايات المتحدة خسرت سلطتها الأخلاقية في المنطقة قبل فترة طويلة من نشر هذا التقرير، بسبب تدخلاتها في الصراع العربي الإسرائيلي، ودعمها للحكومات الاستبدادية. وقد تبين أن انحيازها كان لتقويض الشرعية الأخلاقية في المنطقة، مشيرة إلى أن أكثر من %80 من الأردنيين والمغاربة والسعوديين واللبنانيين يعتقدون أن الولايات المتحدة ليست عادلة في جهودها للتفاوض بشأن الحلول.
و الدعم الأميركي المستمر للحكومات القمعية قوض الثقة في الولايات المتحدة، ففي سبتمبر، ألقى الرئيس باراك أوباما خطابا خلال «مبادرة كلينتون العالمية» مصرحا بأن: «الشراكة وحماية منظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء العالم هي مهمة الولايات المتحدة الآن»، في الوقت نفسه واصلت إدارته مساعداتها العسكرية لمصر رغم التجاوزات بحق الديمقراطية، ورغم هجوم حكومة الرئيس عبدالفتاح السيسي الضاري ضد منظمات المجتمع المدني في مصر، مما اضطر العديد منهم إلى تعليق أعمالهم أو مغادرة البلاد.
علاوة على ذلك، فإن العديد من الأنظمة الاستبدادية التي تدعمها الولايات المتحدة تنشر دعاية مناهضة ضدها في محاولة وقحة لتعزيز شرعيتها الخاصة على حساب أميركا.
ودللت الكاتبة على ذلك بالقول: في شهر أغسطس، اتهم السيسي الولايات المتحدة بالعمل مع الإخوان المسلمين وتركيا لتمويل مشاريع إعلامية عبر الإنترنت هدفها «تقويض استقرار مصر». أيضا تسيطر على وسائل الإعلام المصرية بشكل سخيف نظريات المؤامرة المعادية للولايات المتحدة،
ومضت الكاتبة بالقول: لقد ساهمت التناقضات الأميركية في سعيها للديمقراطية وحقوق الإنسان بالمنطقة، بالتزامن مع تأجيج المشاعر المعادية للولايات المتحدة من قبل الصحافة التي تديرها الحكومات العربية، في سخرية كبيرة حول نوايا الولايات المتحدة بالمنطقة.
والنتيجة أنه عندما تحاول الولايات المتحدة المشاركة بإيجابية في المنطقة، تقابل بمحاولات البحث المتواصل عن دوافعها الخفية.
وختمت الكاتبة مقالها بالقول: على المدى الطويل، فإن دعم مثل هذه الأنظمة يضر بمصداقية الولايات المتحدة ويقوض الأمن، لكن الأمل معقود أن يأتي يوم يظهر فيه تقرير يقول لنا: إن الولايات المتحدة فرضت بنجاح سياسة عدم التسامح ضد التعذيب وسوء المعاملة في المنطقة.

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

 

المقالات ذات الصلة

النشرة البريدية

اشترك ليصلك بالبريد الالكتروني كل جديد:

ابحثهنا



Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist